ماهو دورك في علاقاتك؟
أحد الاقتراحات الأكثر غرابة والأكثر فائدة للعلاج النفسي - وعلى وجه الخصوص، فرع منه يُعرف باسم تحليل المعاملات - هو أننا جميعًا نحتوي داخل أنفسنا على ثلاث شخصيات أساسية:
- طفل
- والد
- راشد
لتجسيد الأمر بشكلٍ أكثر وضوحًا:
عادة ما يكون الطفل شفّاف، سريع التأثّر والتصديق، بريء، ضعيف، محتاج، غير قادر على الاعتناء بنفسه بشكل صحيح ويصرخ طلبًا للمساعدة، والحنان، والدعم، والبناء وبعض القواعد.
من الجانب الآخر، فإن الوالد قوي، مهيمن، مسيطر، مسؤول، ولكنه أيضًا في كثير من الأحيان يوبخ، ينتقد، ويتنمّر - ومشغول من كل اهتماماته وواجباته.
وفي هذه الأثناء يكون الراشد عاقلًا، رصينًا، وقائدًا، ليس ضعيفًا جدًا ولا قويًا جدًا، مبدعٌ ولطيف.
في عالمٍ مثالي، سنكون جميعًا قادرين على التأرجح بين أنواع الشخصيات الثلاثة هذه بسهولة نسبية. في العلاقة الجيدة، سنتحرك باستمرار بين جميع الأدوار الثلاثة في أنفسنا؛ ونحوم غالبًا في منطقة الراشد، ولكننا قادرين - عندما يتطلب الأمر ذلك - على الانتقال إلى وضع الوالد أو الطفل.
على سبيل المثال، عندما نشعر بالحزن ونكون تحت الضغط، يجب أن يكون جزءًا من الصحة أن نعرف كيف نصبح أطفالًا مرة أخرى، وأن نظهر حاجتنا، ونطلب المساعدة، ونتكوّر حول انفسنا، ونصبح صغارًا ونثق في أننا يمكن أن نتلقّى اللطف والتعاطف دون الخوف من الهجوم أو الاستخفاف.
ثم مرة أخرى، يجب أن تكون هناك أيضًا لحظات في العلاقة (لا سيما عندما يواجه شريكنا الراشد عادةً أزمة وينحدر إلى وضع الطفل) عندما نكون قادرين بقوة على الارتقاء إلى دور الوالد ونصبح قادة، متسامحين مع الضعف ونوبات الغضب، هادئين في مواجهة اللاعقلانية ولدينا الإيمان الكافي في أنفسنا لنعلم أن الشريك الطفل سيعود بعد فترة قصيرة إلى مرحلة النضج والسيطرة على الذات التي نتوقعها منه عادةً.
الصعوبة - بالنسبة للعلاقات والأفراد - هي عندما يعلق الناس في أدوار معينة، عندما يكونون أطفالًا فقط، أو والدين فقط أو راشدين فقط.
توجد علاقات يكون فيها أحد الشريكين، على سبيل المثال، هو الطفل دائمًا والآخر دائمًا هو الوالد. شخص واحد هو إلى الأبد غير مسؤول وشقي. يترك الملابس في كل مكان، ولا يحجز لدرس القيادة، ولا يذهب ليأخذ ملابسه من المغسلة، وينسى التسوق ويفقد مفاتيحه. يمكن أن يكون محبوب للغاية (عندما يكون في حالة مزاجية جيدة) لكنك تتردد كثيرًا قبل تركه في موقع المسؤولية. وعلى الجانب الآخر، يوجد شريك من النوع الأبوي: يوبخ دائمًا؛ يذكر الطفل دائمًا بما يجب فعله؛ فائق الكفاءة؛ ومتوتر بشكلٍ دائم؛ يتناوب بين أن يكون متسامح مع الطفل وبين أن يكون على حافة الإنقطاع والعقاب.
يمكن أن يكون المرتبط بهذا الأمر إحجامًا عميقًا من جانب الشخصية الأبوية عن الوصول إلى الطفل الداخلي. فيجب أن يكونوا دائمًا أقوياء، ويلعبون إلى الأبد دور الأم والأب. لا يمكنهم الذهاب إلى أي مكان يقربهم من أن يصبحوا أطفالًا.
قد نسأل، لماذا يعلق الناس - وبالتالي الأزواج - في هذه الأدوار؟ لماذا يصعب التحرك؟ لماذا بعض الناس غير قادرين بصلابة على أن يجدوا أنفسهم في دور الوالد أو الطفل أو الراشد؟
في جميع الحالات، نحن - عادةً - ننظر إلى شيءٍ ما في الماضي جعل الانتقال السهل إلى شخصية معينة غير مقبول أو مخيف.
هناك أشخاص عالقون في دور الطفل ويواجهون صعوبات لا يمكن التغلب عليها في مرحلة الرشد والأبوة. ربما يكونون من نسل والدٍ محب لم يستطع تحمل نضجهم ونموّهم بمبدأ: لكي يُنظر إليهم على أنهم يستحقون الحب، كان عليهم أن يبقوا أطفالًا.
بدلًا من ذلك فقد يشعر أنه يجب على المرء أن يظل عالقًا في وضع الطفل لأن الوالد سيكونُ غاضبًا وحازمًا ومهينًا إذا تجرأ المرء على إظهار الاستقلال والاعتزاز بالأفكار الراشدة لديه.
في الطرف الآخر، وبصورة مؤثرة للغاية، هناك أشخاص تلقّت ذواتهم الصغيرة معاملة سيئة للغاية، والذين عانوا من هذا القلق ونقص الدعم عندما كانوا أطفالًا لدرجة أن فكرة أن تكون صغيرًا حتى لبضع ساعات تمثل صعوبات لا تطيقها نزاهتهم. فقد يكونون سعداء جدًا بلعب دور الأم والأب؛ وما لا يمكنهم فعله ابدًا هو أن يكونوا أطفالًا.
![]() |
مستويات تحليل المعاملات |
الطريق للخروج من كل هذه المآزق، كما هو الحال دائمًا، هو استكشاف الذات والصدق المتبادل في العلاقات. لا تكون المشكلات أبدًا بالسوء الذي قد تكون عليه بمجرد أن ندخلها في الوعي ونقوم بالتركيز عليها في المناقشة. إن الاعتراف بأنك طفل لا يجرؤ على أن يصبح راشدًا، أو والدًا لا يجرؤ على أن يكون طفلًا ليس مجرد اعتراف يبدو غريبًا. إنه يشير إلى وجود شخص ملتزم بعمق بالنضج التام وفي طريقه ليكون أفضل نوع من الراشدين.
رائع المقال - انا عني اتنقل بجميع الشخصيات لكن للأسف الغالب علي شخصية الطفل مع ان عمري ٣٢ ، وزوجي الشخص المسؤول دائما بصعوبة يكون طفل ، انا اذكره دائما بحقوقه وبنفسه
ردحذفاعجبني المقال. واعجبني التقسيم. الاتزان والاعتدال في الشخصية امر مطلوب. الحكمة هو ان تلعب كل دور بشكل مناسب بالقدر المناسب في الوقت المناسب.
ردحذف