العلاج بالمعنى


ماهي معادلة اليأس؟

D = S - M Despair is Suffering without Meaning. اليأس هو معاناة بلا معنى. طالما لم يستطع الفرد رؤية وإيجاد معنى في معاناته فحتمًا سيغرق في اليأس وفي حالات معينة قد تصل للإنتحار؛ ولكن في اللحظة التي يرى فيها الفرد معنى لمعاناته، يمكن تحويل هذه المعاناة إلى إنجاز ويمكن تحويل المأساة إلى إنتصار شخصي. فمن المبادئ الأساسية للعلاج بالمعنى أن الاهتمام الرئيسي عند الانسان لا يكون بالحصول على اللذة وتجنب الألم، وإنما يكون بأن يرى معنى في حياته. وهذا هو السبب في أن الانسان مستعد للمعاناة، شريطة أن يكون لمعاناته معنى. وهناك مواقف قد يحرم فيها الانسان من فرصة مزاولته لعمله أو من الاستمتاع بحياته، ولكن الذي لا يمكن استبعاده أبدا هو حتمية المعاناة . فاذا تقبلنا تحدي المعاناة بشجاعة، كان للحياة معنى حتى اللحظة الأخيرة وتحتفظ الحياة بقوة بهذا المعنى حتى النهاية.

إن سعي الإنسان إلى البحث عن معنى هو قوة أولية في حياته وليس تبريرًا ثانويًا لحوافزه الغريزية؛ وقد يختلف معنى الحياة من شخص لآخر، وعند الشخص الواحد من يوم ليوم، ومن ساعة لأخرى؛ فإن مايشغل بالنا ليس هو معنى الحياة بصفة عامة، ولكن المعنى الخاص للشخص عن الحياة في وقت معين.

ومن الممكن أن يؤدي بحث الإنسان عن المعنى وسعيه نحو تحقيق القيمة إلى إثارة توتر داخلي بدلاً من أن يؤدي إلى اتزان داخلي. ومع ذلك، فإن هذا التوتر هو بالضبط المتطلب الذي لابد منه للصحة النفسية. فليس كل صراع بالضرورة عصابيًا أو مرضيًّا؛ فمقدار من الصراع سوي وصحي.
لذا فإن المعاناة قد تكون إنجازًا انسانيًا طيبًا، خاصة اذا نشأت من الإحباط الوجودي؛ فهذا الإحباط ليس في حد ذاته ظاهرة مرضية وليس عرضًا ذو أصلٍ مرضي.


المرجع: .Frankl, VE. (1959). Man’s search for meaning. Boston: Beacon Press





تعليقات

  1. " أن الانسان مستعد للمعاناة، شريطة أن يكون لمعاناته معنى"
    اتفق كليا.

    ردحذف

إرسال تعليق