الثمن الباهظ للخوف من الوحدة
ليس من الصعب أن نفهم الخوف من أن نكون وحدنا: الشقة الفارغة بعد العمل، وعزلة ما بعد الظهيرة، والشعور بأنك مستبعد خلال العطلات؛ نحن نعرف معاناة الوجود لوحدنا جيدًا.
إن الشيء الذي لا نفهمه بشكل جيد، والذي يتم وصفه ببلاغة أو بشكل متكرر، هو الثمن الباهظ على الجانب الآخر من المعادلة.
ربما يكون الخوف من كونك وحيدًا مسؤولاً عن وجود علاقات بائسة وتعيسة في حياتك، وعن إعاقة التطور والنمو النفسي لديك، وقد يسبب خوفًا أكبر من الأماكن المغلقة، ومزيد من البؤس المكبوت.
أكثر من أي شيء آخر إنه - بأي حساب - واحدٌ من أعظم المسببات للبؤس البشري والدافع لبعضٍ من أكثر قراراتنا تعاسةً وثقلاً.
إذا كنا فقط قادرين على فهم الثمن الذي سوف ندفعه من ما هو في معظمه سوء فهم بسيط واضح في أذهاننا، فقد ننقذ جزءًا كبيرًا من حياتنا.
- توجد على الأقل أربعة عقوبات غير ضرورية لذلك الخوف:
- في البداية وبكل وضوح، يتخذ الأشخاص الذين يخشون أن يكونوا وحدهم بعض الخيارات الخاطئة حول الصحبة. ليس لديهم خيار سوى اختيار "أي أحد" على الشخص المناسب. ليس لديهم قدرة التحمل للمطالبة بحق معاييرهم الخاصة بهم للصحبة، وللإصرار على أن شخصًا ما يجب أن يكون مثيرًا للاهتمام بدلاً من أن يكون مريحًا، ومليء بالتحديات أكثر من كونه جذابًا، وغير دفاعي أكثر من كونه واثقًا فحسب. ليس لديهم القوة الكافية على الصبر والصمود - كما يجب على المرء - للمرشح العشرين أو حتى الـ200.
إن الأشخاص الوحيدين الذين لديهم أي فرصة واقعية للانتهاء مع الشريك الذين يستحقونه هم أولئك الذين تصالحوا كما ينبغي مع إمكانية عدم التواجد مع أي شخص على الإطلاق.
- كونك مع الشخص غير المناسب يبدو شيئًا يمكن تحمّله ولكن مع امتداد ومرور الوقت، مثل وجود الحصاة في الحذاء، فإن "خطأ بسيط" ينتهي بشكل "مروع تمامًا" دون إدراكنا لذلك. لا شك في أن المرء الذي اسعدك في يوم الزفاف سيفشل، مع مرور السنين، ليصبح سببًا ليأس شديد لا يمكن تحمله. سيتم تدمير كل موقع جميل نسافر إليه معًا، وسيتم سحق كل لحظة واعدة، وسيتم التخلي والتضحية بكثير من النجاحات.
ما قد يبدأ على شكل مشاحنات بسيطة أو ضجر، ممكن أن يسبب انزعاج هائل، اشمئزاز من النفس، بؤس جنسي، وعجز مالي.إن ذلك النوع المؤلم من الشعور بالوحدة وهو – بسخرية- وببساطة أن نكون لوحدنا فحسب، من المستحيل على الإطلاق أن يسبب كل هذا.
- إن الوجود المستمر لصحبتنا يمنعنا من تكوين صداقات مع عقولنا الخاصة، واستكشاف مشاعرنا وأفكارنا، والطريقة الوحيدة التي تسمح بذلك هي أن نكون في عزلة مع أنفسنا لفترات طويلة وممتدة. نحن نفشل في تطوير هوياتنا، وننمو لنصبح مثل الآخرين تمامًا. نستخدم شخصًا آخر لتشتيت انفسنا عند ظهور أي مسألة داخلية مؤلمة أو صعبة بعض الشيء.
ينتهي بنا الأمر ونحن لا نشعر أو نفهم أي شيء بشأن أنفسنا اطلاقًا، فهناك الكثير من الأسئلة الكبيرة حول أنفسنا وأهدافنا في الحياة سيتم تجاهلها، لأن هناك دائمًا شخص آخر نتحدث معه حول ما يمكن طلبه للعشاء.
- الأسوأ من ذلك كله، أننا قد لا نكون حتى بائسين بنشاط بعد فترة من الوقت. سوف نعتاد على الحياة العادية والمتوسطة والفارغة. سنتوقف عن كوننا فضوليين أو متحمسين. لن نتجرأ - كما يجب على الفرد - أن نذهب إلى الغرباء ونخاطر بكبريائنا. سنتوقف عن التعلم.
سنعتقد أننا استجبنا لاحتياجاتنا بالكامل ولكن فقط على أساس كبت وقلة معرفتنا بماهية احتياجاتنا الحقيقية. سينتهي بنا الحال في مؤامرة ضد اللايقين والإبداع وتدفق الحياة.
للبدء في تصحيح كل ما ينبع من هذا الخوف السخيف من أن نكون لوحدنا، يجب أن نتعلم من سن مبكرة أنه عندما نكون لوحدنا لا يعني ذلك "على الاطلاق" أننا لسنا على ما يرام وأننا غير طبيعيين، نحن فقط نتحلى بالصبر اللائق، إلى أن يظهر ما يرضينا حقًا (إذا حدث ذلك أساسًا)؛ نحن لدينا خيار؛ نحن لم نُعاقب.
لن نتعلم أبدًا الوعد الحقيقي للمجتمع، أو اكتشاف انفسنا واهتماماتنا الخاصة أو التمسك بالعلاقات التي نستحقها حقًا حتى نحقق سلامًا حقيقيًا مع إمكانية عيش حياة مع أنفسنا.